كل منا يشعر بل وينجذب بقوة لضغوط الحياة ويصبح اسيرا في بعض الأحيان للعمل والدوام والبيت والعائلة ويزداد توترا بمقدار اضطراب علاقاته مع نفسه وبيئته ومجتمعه فما الحل...؟؟؟ وما السبيل الى تجديد الهمة وأخذ قسط وافر من الراحة يعود عليه وعلى من حوله بالنفع والفائدة ...الخ، اليكم بعض النصائح المهمة، لا سيما ونحن نعيش تلك الأوضاع، التي أقل ما يقال فيها أنها موترة، ما يدعونا وبقوة لطرق كل باب لتخفيفها، والعيش بنكهة السعادة ما دمنا أحياء، وما دام فينا عرق ينبض، فنحن قوم لا نعرف للمستحيل بابا، ولا للضغوط مهما وصلت علينا من سبيل، والله الموفق والمستعان.
وأعود عود البدء لأقول: لا تنظر الى واجباتك المنزلية أو أعمالك الوظيفية، كما لو أنها عقاب، أو شيء منفر وطارئ، فالمهم كل المهم أن تتيقن انك ستحيا مع عائلتك وواجباتك وأعمالك اليومية على مدار الحياة، فلماذا لا تتعامل معها بجو من الحب والود، وأن تستمتع بها، فان لم تستطع أن تستمتع بها؛ فاستحضر في عقلك عظيم ما تقوم به من اعمال وخدمات، واستحضر مردودها الايجابي على حياتك اليومية؛ لا سيما وأنت تنوي العبادة والاخلاص في العمل لتعيش جو الروحانية والايمانيات، وتتفاعل مع البيئة المحيطة معك بكل صدق واخلاص ومودة وتسامح وحب، فعلى سبيل المثال لا الحصر لماذا لا نستحضر نية الاخلاص في العمل عن كل وظيفة ومهمة؟ وحري بنا أن نتسامى فوق الضغائن والاحقاد، ونتسامح مع البعض لننظف نفوسنا مما علق بها من تراب الهم والغم وسوسات الشيطان والدنيا الفانية...
دعنا نتصور اننا نعيش التهليل والتسبيح والتحميد، ونتمعن في تكبيرات العيد، ونعيش معها في المعنى بكل حق وصفاء نية، انها جلسة رائعة، لأخذ قسط وافر من السعادة النفسية الغامرة، وكيف لا.. وهي عبادة محضة وفي كنف الرحمن الرحيم، وفي بيت الله جل وعلا، وفي أفضل ايامه وهي أيام الله بلا شك، ستجد نفسك تردد التكبيرات والتسبيحات وانت سابح في ملكوت الله في نقاء وصفاء وانت مقدم على الله بقلب طاهر وتؤدي الصلاة بخشوع وتؤدة وتستكمل فيما بعد شعائر العيد بكل حماسة وفرح وسعادة ويا لها من فرصة عظيمة نحتاجها جميعا..
لا تترك أبدا فرصة مناسبة سعيدة دون ادخال السرور على نفسك، واهل بيتك ولك أن تبدع في ذلك، وتتفنن كيفما شئت فرحلة قصيرة أو نزهة في أحضان الطبيعة او على شاطئ البحر؛ ستكون خير عون لك بعد الله، وستشحذ من همتك وتجدد طاقتك وحيويتك.
لا شك أن الإجهاد والتوتر والتعب سمة من سمات الحياة المعاصرة، ولأن الإنسان يتعرض بين الفينة والأخرى لضغوط سلبية، تسلب منه إرادته وعزيمته تخفض من نشاطه وحيويته، وتشتت فكره وتفقده تركيزه وانتباهه، فلا بد هنا من مواجهتها والتصدي لها، وأول خطوة في مواجهة الضغوط السلبية والتوتر والإجهاد هو تحديد نوعيه الضغوط والإجهاد؟! فهل هو إجهاد جسدي وعضوي؟! وهل يرافقه إجهاد عضلي؟! أم هو إجهاد وتعب نفسي وفكري وتوتر وعصبية وقلق وخوف؟! وبعبارة أخرى، ما هو نوع الضغط السلبي؟! ومن هذه النقطة تحدد سلاح المواجهة والسلاح المضاد لنوع الإجهاد فقد تكون بعض التمارين الرياضية هي الحل.. وقد تكون بحاجة إلى الاسترخاء والتأمل، وقد تكون بحاجة إلى الراحة والاستجمام؟! وقد يكون تغيير المكان أو القيام بزيارة عائلية هو الحل؟!
ولا تنسى أبدا، أن للاستراحة فنون وأذواق وجمال لا يحاكيه جمال، بل هو فسيفساء حب وعشق وأمل؛ يحمل في طياته الخير.. كل الخير لك، فمن تجهيز مكان للاسترخاء والتأمل.. الى مقعد طيب أو فراش مريح يعينك على الاسترخاء والتفكر والتدبر، وهو ما نحتاجه في كل وقت نشعر أن أنفسنا تتوق له..
أنصحك قبل جلسة الاسترخاء بأخذ حمام دافئ ثم فاتر لتجدد نشاط الدورة الدموية، وحبذا لو استعنت ببعض الاعشاب المريحة والمهدئة للأعصاب؛ فكوب من النعناع له مفعول السحر بعد حمام دافئ، وما أروع أن تعطر الحمام ببعض الأعشاب الطبيعية المنشطة كرائحة زهر الليمون، وان لم تجد فالنعناع أيضا؛ لو خلطته مع الماء فله نكهة السحر، ومفتاح السر في جلب النشاط اليك، وتجديد الأمل وبث روح التفاؤل، والاقبال على الحياة، ولك أيضا بعد الخروج من الحمام، وقبل الاسترخاء في سريرك كوب من اليانسون، أو العصير الطبيعي، مما يساعدك على الاسترخاء والنوم في سلام وأمن وأمان وطمأنينة.
وقبل أن أختم أنصحك ألا تضع رأسك على وسادتك الا وأنت قد قرأت ما تيسر من القرآن والدعاء المأثور، وحينها ستنام وأنت في قمة السعادة، وتستيقظ بإذن الله، وانت في قمة النشاط والاقبال على الحياة...
م.خالد عماد عبد الرحمن، كاتب وباحث فلسطيني في مجال المجتمع والأسرة، مدرب تنمية بشرية وأسرية، ومهندس نظم وتكنولوجيا معلومات.